التعامل مع البنك لتشطيب وتجهيز المشاريع، الصور الجائزة والممنوعة.

السؤال: 581330

إن اتفقت مع البنك او شركه التمويل على تجهيز مشروع شخصي من حيث التشطيبات والسلع المستخدمه في المشروع
والبنك ادخل وسيط وهو شركه مقاولات ليكون مسؤول عن التجهيزات المطلوبه
على ان يرسل البنك مبلغ التكاليف في حساب شركه المقاولات للصرف على تجهيز المشروع

ثم سددت مبلغ التشطيبات على اقساط معلومه للبنك
فما الحكم؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه المعاملة يمكن أن تتم عبر صور جائزة ومحرمة، كما يلي:

1-يجوز أن يشتري البنك مواد التشطيب والسلع المطلوبة، ثم يقبضها، ثم يبيعها عليك بالتقسيط بربح، وهذا ما يسمى بالمرابحة.

وينظر في ضوابطها: بيع المرابحة للآمر بالشراء

2-يجوز أن يكون البنك أجيرا وبائعا، فتتفق معه على تجهيز المشروع، أي توفير مواده، وتركيبها، بمبلغ معلوم مقسط، ثم يقوم البنك باستئجار مقاول من الباطن بأجرة أقل، ويربح البنك الفرق.

والإجارة من الباطن جائزة.

قال في "كشاف القناع" (3/ 566): " (وإذا تقبّل) الأجير (عملا في ذمته بأجرة كخياطة أو غيرها، فلا بأس أن يقبّله غيره بأقل منها) أي أجرته ... ؛ لأنه إذا جاز أن يقبّله بمثل الأجر الأول، أو أكثر، جاز بدونه كالبيع، وكإجارة العين " انتهى.

وعقدك هنا مع البنك، ولا علاقة لك بالمقاول.

3-وبجوز أن يكون البنك صانعا، منه المواد والعمل، مقابل مبلغ مقسط معلوم، ثم يقوم البنك بالتعاقد مع مقاول للقيام بذلك، ويسمى الاستصناع الموازي.

جاء في المعايير الشرعية ص 182:

"7 - ... الاستصناع الموازي:

7/ 2 ... يجوز أن تجري المؤسسة بصفتها صانعاً، عقد استصناع مع عميل، بثمن مؤجل، وتتعاقد مع صانع أو مقاول، للشراء منه بالاستصناع الموازي، لمصنوعات أو مبان بنفس المواصفات، بثمن حال، بشرط عدم الربط بين العقدين " انتهى.

فهذه صور جائزة لتمويل البنك لك.

4-أن يكون اتفاقك مع المقاول، والبنك يوفر المال، ويعطيه للمقاول، ثم يأخذه منك مقسطا بزيادة، وهذا قرض ربوي محرم.

فإذا لم يشتر البنك ثم يبيع، ولم يكن أجيرا، وإنما كان عقدك مع المقاول، وأعطاه البنك المال، ليأخذه منك بزيادة، فهذا عقد ربوي محرم. وهذه الصورة هي الظاهرة من سؤالك. وسواء أعطاك المال في يدك، أو أرسله للمقاول.

والربا من كبائر الذنوب، وصاحبه متوعد بالحرب والمحق واللعن.

قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم) البقرة/276

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278، 279

وروى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ.

والله أعلم

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android