هذه المعاملة يمكن أن تتم عبر صور جائزة ومحرمة، كما يلي:
1-يجوز أن يشتري البنك مواد التشطيب والسلع المطلوبة، ثم يقبضها، ثم يبيعها عليك بالتقسيط بربح، وهذا ما يسمى بالمرابحة.
وينظر في ضوابطها: بيع المرابحة للآمر بالشراء
2-يجوز أن يكون البنك أجيرا وبائعا، فتتفق معه على تجهيز المشروع، أي توفير مواده، وتركيبها، بمبلغ معلوم مقسط، ثم يقوم البنك باستئجار مقاول من الباطن بأجرة أقل، ويربح البنك الفرق.
والإجارة من الباطن جائزة.
قال في "كشاف القناع" (3/ 566): " (وإذا تقبّل) الأجير (عملا في ذمته بأجرة كخياطة أو غيرها، فلا بأس أن يقبّله غيره بأقل منها) أي أجرته ... ؛ لأنه إذا جاز أن يقبّله بمثل الأجر الأول، أو أكثر، جاز بدونه كالبيع، وكإجارة العين " انتهى.
وعقدك هنا مع البنك، ولا علاقة لك بالمقاول.
3-وبجوز أن يكون البنك صانعا، منه المواد والعمل، مقابل مبلغ مقسط معلوم، ثم يقوم البنك بالتعاقد مع مقاول للقيام بذلك، ويسمى الاستصناع الموازي.
جاء في المعايير الشرعية ص 182:
"7 - ... الاستصناع الموازي:
7/ 2 ... يجوز أن تجري المؤسسة بصفتها صانعاً، عقد استصناع مع عميل، بثمن مؤجل، وتتعاقد مع صانع أو مقاول، للشراء منه بالاستصناع الموازي، لمصنوعات أو مبان بنفس المواصفات، بثمن حال، بشرط عدم الربط بين العقدين " انتهى.
فهذه صور جائزة لتمويل البنك لك.
4-أن يكون اتفاقك مع المقاول، والبنك يوفر المال، ويعطيه للمقاول، ثم يأخذه منك مقسطا بزيادة، وهذا قرض ربوي محرم.
فإذا لم يشتر البنك ثم يبيع، ولم يكن أجيرا، وإنما كان عقدك مع المقاول، وأعطاه البنك المال، ليأخذه منك بزيادة، فهذا عقد ربوي محرم. وهذه الصورة هي الظاهرة من سؤالك. وسواء أعطاك المال في يدك، أو أرسله للمقاول.
والربا من كبائر الذنوب، وصاحبه متوعد بالحرب والمحق واللعن.
قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم) البقرة/276
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278، 279
وروى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ.
والله أعلم