نسأل الله أن يعيدك في أتم صحة وعافية.
وأما تسجيل صلاتك، ثم إعادة الاستماع إليها بعد إتمامها وبعد التسليم، استعانة بذلك على ضبط عدد الركعات، ودفعًا للوسواس، كما هو مبين في السؤال؛ فجائز لا بأس به ولا حرج، فإنه ليس مؤثِّرًا على أفعال الصلاة في شيء، ولا تعلق له بشروط الصلاة ولا أركانها ولا هيئاتها ولا خشوعها، بقليل ولا كثير.
بل قد يكون مندوبًا في حقك، إن كان يعينك على دفع الوسواس وكبت الشيطان.
وتسجيل الصلاة ثم إعادة الاستماع إليها بعد التسليم، على النحو المبين في السؤال؛ ليس هناك ما يمنع منه، سواء من أجل الاستعانة بذلك على الوسواس، أو لغير ذلك من الأسباب المباحة.
قال ابن قدامة، رحمه الله: "ولا بأس أن يفتح على المُصَلِّي مَن ليس معه في الصلاة. وقد روى النَّجَّادُ بإسناده قال: كنتُ قاعِدًا بمكة، فإذا رجل عند المقام يُصَلِّي, وإذا رجل قاعد خلفه يُلَقِّنُه، فإذا هو عثمان رضي الله عنه" انتهى، من "المغني" (2/460).
وقد اتخذ بعض الفقهاء من يُلَقِّنهم ويُذَكِّرُهم في الصلاة، قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله: " قال ابن المنير في "الحاشية": اتفق لبعض شيوخنا فرع غريب في النقل كثير في الوقوع؛ وهو أن يعجز المريض عن التذكر، ويقدر على الفعل، فألهمه الله أن يتخذ مَن يلقنه؛ فكان يقول: أحرم بالصلاة، قُل: الله أكبر، اقرأ الفاتحة، قُل: الله أكبر للركوع، إلى آخر الصلاة؛ يلقنه ذلك تلقينًا وهو يفعل جميع ما يقول له بالنطق أو بالإيماء رحمه الله"، انتهى، من "فتح الباري" (2/588).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (179996).
غير أننا ننصح لك أن يكون هذا التصرف ضمن متابعتك مع معالجة أو طبيبة متخصصة، لتضع لك خطة في مدة وخطوات محددة، وصولًا إلى التعافي التام إن شاء الله، ومن ثم عدم الاعتماد على التسجيل ولا غيره، اعتمادًا قد لا يكون أحسن خيار للعلاج، والمستشار والمسئول في ذلك هي الطبيبة المتخصصة.
والله أعلم.