الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

قتل العمد من أكبر الكبائر

السؤال

شاركت في جريمة قتل ، ولم يقبض علي لإحكام الجريمة ، وأريد أن أكفر عن ذنبي ، هل يقبل الله توبتي دون أن أسلم نفسي للشرطة ؟.

الجواب

الحمد لله.

قتل العمد إذا كان المقتول مؤمناً فإنه من أكبر الكبائر قال تعالى : ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) النساء/93 .

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) .

وأنت إذا قتلت مؤمناً عمداً تعلق في قتلك ثلاثة حقوق : حق الله عز وجل وحق للمقتول وحق لأولياء المقتول .

أما حق الله سبحانه وتعالى فإنك إذا تبت إلى ربك توبة نصوحاً فإن الله تعالى يقبل منك لقوله تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر/53 .

وأما حق المقتول فإنه ، أعني المقتول ، ليس حياً حتى يمكنك أن تتداركه فيبقى أمره إلى يوم القيامة يعني أن القصاص منك لهذا المقتول يكون يوم القيامة ، ولكن أرجو إذا صحت توبتك وكانت مقبولة عند الله ، أن الله سبحانه وتعالى يرضي هذا المقتول بما شاء من فضله وتبقى بريئاً منه ، أما أولياء المقتول وهو الحق الثالث فإنه لا تتم براءتك منه حتى تسلم نفسك لهم ، وعلى هذا فالواجب أن تسلم نفسك إلى أولياء المقتول ، وتقول لهم إنك أنت الذي قتلته ثم هم بالخيار إن شاءوا اقتصوا منك إذا تمت شروط القصاص وإن شاءوا أخذوا الدية وإن شاءوا عفوا مجاناً .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: من فتاوى الشيخ ابن عثيمين مجلة الدعوة العدد/1789 ، ص/60