الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

يريد الانتحار لرفضهم تزويجه

6376

تاريخ النشر : 10-10-1999

المشاهدات : 12565

السؤال

فأنا الأخ الذي سأل فيما لو كان يجوز للفتاة التي أنوي الزواج منها أن تدرس في الجامعة حيث الأجواء الفاسدة . إلا أن عندي مشكلة جديدة الآن ، فإن تلك الفتاة لم تعد ترغب بالزواج مني ، لأنني من XXX وهي من XXX ، وهي تعتقد أن أمها لن تسمح لنا بالزواج أبدا ، وأن أمها قد تطردها لو حصل ذلك . فهل يحق لأمها أن تحول دون زواجنا لسبب واحد وهو لأننا من بلدين مختلفين ؟ إن كل ذلك يجعلني أشعر بالضيق الشديد . وقد مضى على ذلك أسبوعان وأنا أشعر الآن بالحزن الممرض ، فلم أكف عن البكاء ولم أطعم شيئا ، ولا أستطيع النوم وأشعر وكأنني أريد أن أقتل نفسي . فقد نفد صبري فلا أستطيع أن أتحمل هذا الوضع ، فماذا أفعل ؟ أحتاج من يمد لي يد العون وأنتم الجهة الوحيدة الموثوقة التي يمكن أن أتوجه إليها بطلب العون ، فأنا في أمس الحاجة للمساعدة . فأرجوك يا أخي أن ترد على سؤالي ، فأنا لا أستطيع أن أصبر على ألمي أكثر مما صبرت . شكراً لكم ، وسأكون في غاية الامتنان والشكر لأي رد ترسلونه لي . والسلام

الجواب

الحمد لله.

قال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ، ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً ... ) سورة النساء
إن المسلم مهما وقع تحت ضغط نفسي أو كربة شديدة فإنه لا يمكن أن يقدم على قتل نفسه لأنه يعلم أن عاقبة ذلك هي النار والعذاب الأليم كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ - يطعن - بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ) رواه البخاري 5778  
وتجويع الشخص نفسه بامتناعه عن الطعام إلى درجة الموت هو نوع من الانتحار والقتل المتعمد للنفس وكيف يقدم مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر على الانتقال من عذاب في الدنيا إلى عذاب وأشد وأنكى وأطول في الآخرة ، إن هذا لا يفعله عاقل ، ثم من أجل أي شيء ؟ أمن أجل امرأة يمكن استبدالها والزواج بغيرها والنساء سواها كثير ، وقد تتبدل الأحوال فيوافقون على الزواج ويغيرون رأيهم بعد مدة ، ولو بحثت عن كلية أو مدرسة خاصة بالنساء في بلدك فقد تجد مكاناً خاصاً تلتحق به زوجتك فينحل جزء من المشكلة وعلى أية حال يجب عليك الاعتصام بالله والصبر ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) و( سيجعل الله بعد عسراً يسراً ) ونحيلك على كتاب علاج الهموم المنشور في قسم الكتب في الصفحة لعلك تطبق بعض ما ورد فيه مما يُسكن نفسك ويعيد إليك ثباتك ، والله المسؤول أن يفرج همك وينفس كربك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد