الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

حائرة بين تدريس اللغة الإنجليزية وبين العمل في وظيفة إدارية مع تعلم العلم الشرعي

272394

تاريخ النشر : 14-10-2018

المشاهدات : 4752

السؤال

أنا خريجة بكالوريوس لغة إنجليزية ، ولكن لا أرغب بالتدريس ، أريد أن أدرس العلم الشرعي في الأكاديميات التي تقدم العلوم الشرعية عن بعد ؛ كي أتفقه في الدين ، وأبحث عن وظيفة إدارية ، فهل علي إثم إذا تركت التدريس ، أم أقوم بالتدريس مع تعلم العلم الشرعي ؟ وكيف أوفق بين حديث من كتم علما أُلجم بلجام من نار يوم القيامة ، وبين قولهم من رأى نفسه قوي في عمل ما فليبادر دون تردد ؟ فأنا عندما كنت أدرس في الجامعة كنت أشارك في برامج دينية فأحببت تخصص الدين ، ووجدت نفسي قوية فيه ، أريد مشورتكم

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا حرج عليك لو قمت بتدريس اللغة الإنجليزية، إذا انضبط عملك بالضوابط الشرعية ، وخلا عملك من الاختلاط والتبرج.

ولا حرج عليك ، أيضا ، لو تركت تدريسها، ولا يدخل ذلك في كتمان العلم الذي ورد فيه ما روى أبو داود (3658) ، والترمذي (2649) ، وابن ماجه (264) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

فإن المراد بذلك من سئل عن علم شرعي، مع حاجة الناس إليه ، أو كان عنده علم لا يوجد عند غيره، فيلزمه البيان ويحرم عليه الكتمان.

قال في "عون المعبود" (10/ 66):

" (من سئل عن علم) وهو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه .

(فكتمه) بعدم الجواب ، أو بمنع الكتاب (ألجمه الله) ؛ أي أدخل الله في فمه لجاما ، (بلجام من نار) مكافأة له حيث ألجم نفسه بالسكوت" انتهى.

وقال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ البقرة/159:
"قيل: المراد كل من كتم الحق، فهي عامة في كل من كتم علما من دين الله يُحتاج إلى بثه، وذلك مفسر في قوله صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم [يعلمه] ، فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار). رواه أبو هريرة وعمرو بن العاص، أخرجه ابن ماجه...
وبها استدل العلماء على وجوب تبليغ العلم الحق، وتبيان العلم على الجملة، دون أخذ الأجرة عليه؛ إذ لا يستحق الأجرة على ما عليه فعله، كما لا يستحق الأجرة على الإسلام. وقد مضى القول في هذا.
وتحقيق الآية هو: أن العالم إذا قصد كتمان العلم : عصى .
وإذا لم يقصده ، لم يلزمه التبليغ إذا عرف أنه مع غيره.
وأما من سئل : فقد وجب عليه التبليغ ؛ لهذه الآية ، وللحديث" انتهى من "تفسير القرطبي" (2/ 184).
ثانيا:
يمكن للإنسان أن يجمع بين العمل أو التعليم الدنيوي، وبين طلب العلم الشرعي، إذا نظم وقته، واجتهد وثابر، وقد يكون العمل عونا في توفير ما يشتري به الكتب، أو يدفعه ثمنا للتعلم.
وإذا كانت الوظيفة الإدارية تتيح لك وقتا أكثر لطلب العلم الشرعي، فهي أفضل من هذه الناحية، لكن للتدريس مزية أخرى ، وهو أنه وسيلة للتواصل مع الطلاب ، والقيام بمهمة التوجيه والدعوة إلى الله تعالى، ونفع المسلمين.
وإذا أمكنك أن تشتغلي الآن بتدريس اللغة الإنجليزية ، وفي الوقت ذاته تنتسبين إلى إحدى الكليات الشرعية ، حتى تحصلي على بكالوريوس في العلوم الشرعية ، إما الشريعة ، وإما أصول الدين .
فإذا ما تم ذلك ، حولت تخصص عملك إلى تدريس العلوم الشرعية ، فلعل أن يكون في ذلك خيرا لك ، ودركا لحاجتك ، وبهذا تكونين قد جمعت بين المصالح كلها ، تعلمت العلوم الشرعية ، وصرت معلمة لها ، وهي مهنة فاضلة ، لا يخفى ما لها من عظيم الأثر والنفع .
فاجتهدي في اختيار ما يناسبك، وتجدين في نفسك القوة عليه ، والميل إليه ، والحسبة فيه أقرب إلى الله تعالى، وتحصيل العلم النافع.
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب