الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

تبين بالفحص أنه مصاب بعقم قابل للعلاج فهل يخبر مخطوبته؟

السؤال

في أثناء فترة الخطوبة سويت فحص ما قبل الزواج فقال لي الطبيب أني عقيم ولكن يوجد علاج لذلك ، فهل ممكن لحفظ ماء الوجه أن أعقد بدون إخبار , أو أنه لا بد من الإخبار؟ أرجو الإفادة .

الجواب

الحمد لله.

اختلف الفقهاء في العقم هل يعد عيبا في النكاح ، على قولين :
الأول : أنه لا يعد عيبا ، وهو قول جمهور أهل العلم ، إلا الحسن البصري رحمه الله فقد جعله عيبا يوجب الفسخ ، واستحب أحمد أن يبين الرجل العقيم أمره قبل الزواج.
القول الثاني : أن كل عيب ينفر أحد الزوجين من الآخر ، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة ، فإنه عيب يوجب الخيار ، وهذا ما قرره ابن القيم رحمه الله ودلّل عليه ، ووافقه على ذلك بعض أهل العلم المعاصرين ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ورأى أن عدم الإنجاب عيب يوجب الخيار للزوج أو الزوجة .
قال رحمه الله : " والصواب أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح ، ولاشك أن من أهم مقاصد النكاح المتعة ، والخدمة ، والإنجاب ، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب ، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيما ، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب " انتهى من "الشرح الممتع" (12/220).
وقد سبق بيان أن هذا هو القول الراجح ، كما في جواب السؤال رقم 43496 .
وسبق في جواب السؤال رقم 111980 أن العيب أو المرض إذا كان عارضا ، ويرجى زواله ، أنه لا يلزم الإخبار به .
ولكن ... نظراً لخطورة هذا الأمر [وهو عدم الإنجاب] ، وحصول الأولاد مقصد أساسي من مقاصد النكاح ، فلابد من المصارحة ، وإخبارهم ، بواقع الأمر .
وينبغي أن يعتبر الإنسان بنفسه ، فإن كان لا يرضى من زوجته أن تكتم عنه هذا العيب ، فالذي ينبغي أن يكون هو الآخر صريحا ، فلا يكتمه عنها ، فليعامل الرجل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه به .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب