الأحد 19 شوّال 1445 - 28 ابريل 2024
العربية

هل وجود حكة في اليد دليل حصول رزق؟

475421

تاريخ النشر : 26-09-2023

المشاهدات : 5477

السؤال

شخص عندما يأتيه رزق يشعر بحكة بيده، فكلما جاءته هذه الحكة قال سيأتيني رزق، فما حكم فعله؟

الجواب

الحمد لله.

لا علاقة لحكة اليد بقدوم رزق أو حصول شيء جميل، وهذه العادة لا علاقة لها بحصول شيء، وإنما هي من الخرافات التي يتداولها الناس.

وقد ذكر الأطباء أن هذه الحكة تحصل بسبب مؤثرات عصبية داخلية أو مؤثرات خارجية.

ولا يجوز اعتقاد أنها سبب لقدوم خير أو ذهابه، فهذا من اتخاذ أسباب ليست شرعية ولا حسية لحدوث أشياء، وقد ذكر العلماء أن ذلك يدخل في الشرك الأصغر.

 وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: ‌مُطِرْنَا ‌بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ  رواه البخاري (810) ومسلم (72).

والأنواء هي الكواكب، فالذي جعل الكوكب سبباً لحصول المطر سماه النبي صلى الله عليه وسلم كافراً.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب": وصار كافرا بالله؛ لأنه أنكر نعمة الله، ونسبها إلى سبب لم يجعله الله سببا، فتعلقت نفسه بهذا السبب، ونسي نعمة الله، وهذا الكفر لا يخرج من الملة؛ لأن المراد نسبة المطر إلى النوء على أنه سبب وليس إلى النوء على أنه فاعل، ...

فمن أقر بأن الذي خلق المطر وأنزله هو الله، لكن النوء هو السبب، فهو كافر الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة" انتهى من "القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/ 30).

وقال رحمه الله: " كل من جعل سببا لم يجعله الله سببا، لا بوحيه ولا بقدره، فهو مشرك شركا أصغر". انتهى من "القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/ 19).

فلا بد من الحذر من ربط الأمور بأسباب وهمية ليست شرعية ولا حسية، وعلى الإنسان اعتقاد أن الأمر والرزق كله بيد الله، وعليه الأخذ بالأسباب الشرعية والحسية الصحيحة لتحقيق ذلك، والالتجاء إلى الله بالدعاء.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب