السبت 25 شوّال 1445 - 4 مايو 2024
العربية

تقف في الطابور الصباحي وتتظاهر أنها تعمل كما يعمل الهندوس

415960

تاريخ النشر : 11-06-2023

المشاهدات : 1804

السؤال

- مرة أعطاني أستاذي واجبًا منزليًا في الإجازة، وهو إذا كنت ستضع معبودًا تمثالا لرجل عظيم في منزلك، فمن سيكون هذا الشخص؟ أجبت معتقداَ أنني لا أجيب؛ إنما هو جزء من منهجنا، فأجبته من الإنترنت، ولكن بعد ذلك ندمت كثيرًا؛ لأنني ربما ارتكبت شركاَ وقد تبت إلى الله تعالى، فهل هذا شرك؟ - عندما أقول شيئًا إضافيًا للمعلم أو أتفوق في الأداء في الفصل، فإن عقلي يعتقد أنني أفعل هذا للتباهي، ولكن في الواقع أنا أعارض هذه الفكرة، وأعتقد أنني أفعل هذا من أجل مصلحتي وسعادتي، فما فائدة الرياء عندما لا يكون له أي قيمة في الآخرة؟ عندما أفعل أي شيء يفكر عقلي في التباهي به، هل يجب أن أتجاهل هذه الأفكار؟ فأنا لا أستطيع التفريق بينهما. - في مدرسة الكفار، في التجمع الصباحي أثناء الصلاة لا أقوم بكل هذه الطقوس، ولكن أحيانًا أغمض عيني لثانية حتى لا يتبين للمعلم، ولا أطوي يدي مثل الهندوس، في النشيد الوطني يقولون: بيد مستقيمة وأصابع مغلقة، ورؤية في مكان واحد، ولكنني لا أقول شيئًا، ولا يدي مستقيمة مثلهم، ولكني أنظر في مكان واحد أحيانًا، فهل هذا شرك أو كفر؟ أنا خائفة جدا من هذا الأمر؛ لأنه لا يوجد خيار بالنسبة لي. علما بأنني مجبر على الانصياع ، فهل الحديث القائل: ( إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، و النسيانَ، و ما اسْتُكرِهوا عليه)، هو حديث عام، ويطبق على أقل إكراه؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

إذا سألك الأستاذ: إذا كنت ستضع معبودًا (تمثالا) لرجل عظيم في منزلك، فمن سيكون هذا الشخص؟

وجب أن تقولي إنك لا تعبدين إلا الله تعالى، ولا تتخذين التماثيل ولا تعظمينها.

والإجابة بأنك ستختارين تمثالا لكذا من المعبودات: كفر بالله تعالى، ولا يجوز قوله إلا في حال الإكراه، كأن يهدد بقتل ونحوه إن لم يقل.

ولا نتصور أن تكرهي على الذهاب للدراسة أصلا، فضلا عن الدراسة في مدارس الكفار، ولا ندري هل تخفين إسلامك كما قد يفهم من سؤالك الأخير، أم تظهرين الإسلام؟

وما قيمة الدراسة إن دعت الإنسان لإخفاء دينه، والتظاهر بمشابهة الكافرين؟ بل دعته إلى التصريح بالكفر.

فإن لم تكوني مكرهة على الدراسة في هذه المدرسة، فالواجب الخروج منها، إلا أن تعلني إسلامك وتسمح لك المدرسة بعدم المشاركة في طقوسهم الوثنية، وبأن تجيبي على الأسئلة وفق معتقدك.

ثانيا:

ما دمت لا تحبين التباهي، ولا التفاخر، فلا تلتفتي لهذه الفكرة، فإن جاءتك فاصرفيها بأنه لا أهمية لمدح الناس وذمهم.

ثالثا:

وقوفك مع الطلاب في التجمع الصباحي لا يخلو من منكر، فإن كانوا يقولون كفرا، لم يجز البقاء معهم أثناء ذلك؛ لقوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) النساء/140.

وإغماضك عينيك ونظرك إلى موضع محدد، حتى لا يتبين للمعلم أنك مسلمة، أو أنك تخالفين الهندوس بلاء كبير، ولا نرى بقاءك في هذه المدرسة.

فما دمت لا تقدرين على إظهار دينك، فلا يجوز لك الدراسة في هذه المدرسة، إلا أن تكوني من عائلة هندوسية وتخفين إسلامك عنهم، فإنه يرخص لك في مثل هذه المشابهة مع تجنب قول الكفر أو عمله.

وإن كنت تسألين عن شيء حدث منك فيما مضى، ولم تعودي تفعلين هذا الآن، كما قد يفهم من بيانات سِنِّك؛ فلا يلزمك شيء الآن سوى التوبة مما مضى، وانقضى، ولم تعودي تفعلين منه الآن شيئا. ثم توطنين نفسك على البراءة من الشرك وأهله، أيا كان كفرهم، وملتهم.

قال الله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الممتحنة/1-5.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب