الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

ينصح أئمة وخطباء المساجد ويناقشهم في أخطائهم فنفروا منه وقاطعوه، ويريد التوجيه والنصيحة؟

376005

تاريخ النشر : 10-03-2022

المشاهدات : 2241

السؤال

والله لا أدري كيف أبدأ سؤالي، فأنا قد حرتُ بين تأنيب الضمير، ومجافاة ورفض ومقاطعة أئمة وخطباء المساجد في المدينة التي أعيش فيها، وذلك بسبب تقديم النصح والتصحيح لهم وبكل أدب وحب واحترام وأخوية في الدين، وعملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم( الدين النصيحة...)، أنا أتبع الدليل في الأقوال، والذي ليس له دليل من الكتاب العزيز والسنة النبوية والاجماع والقياس، فهذا أكيد وقع في الخطأ وعلينا واجب توجيهه بقدر الامكان، ولكن الذي يحدث بعد أن أقدم الدليل على صحة كلامي، يقوم الطرف الآخر إما بنقاشي بأحاديث ضعيفة أو أقوال عامة، أو يقفل خط الهاتف في وجهي، أو يقوم بشتمي وسبّي، مع العلم وللأسف الشديد أنهم جميعا من حملة بكالوريوس وماجستير في العلوم الشرعية، أحيانا ينسبون القول إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر أحاديث هي أقوال مأثورة عن الصحابة او التابعين رضي الله عنهم، وعندما أصحح لهم بذكر الأدلة الصحيحة على صدق كلامي، يقاطعونني، ولا يسلمون عليَّ، ويتكبرون، حتى بدأتُ أقلق أين أصلي صلوات يوم الجمعة؟ فرجائي الشديد أن تنصحوني، وتصوبوني إن كنتُ على خطأ، وكذلك إعلامي ما هو الحكم عليَّ إن علمتُ خطأهم ولم أصحح لهم؟

الجواب

الحمد لله.

النصيحة لعباد الله المؤمنين من الأعمال الصالحة والقرب التي يتقرب بها العبد إلى الله؛ لما روى مسلم (55) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قال: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.

قال ابن بطال في "شرح البخاري" (1/129): "والنصيحة فرض، يجزئ فيه من قام به، ويسقط عن الباقين.

والنصيحة لازمة على قدر الطاقة؛ إذا علم الناصح أنه يُقبل نصحُه، ويُطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه.

وأما إن خشى الأذى؛ فهو في سعة منها" انتهى.

ونقله النووي في "شرح مسلم"(2/39).

فإذا كان الإمام يذكر حديثا موضوعا أو متفقا على ضعفه، فإنه يتأكد نصحه، مع مراعاة الرفق واللين ومراعاة أقدار الناس.

وأما الأحكام الفقهية، فإذا كان الإمام يقلد مذهبا معينا، أو يحكي قولا معتبرا في مسألة، فإنه لا يُنكَر عليه، ولا يُناصَح إلا إذا كان يقبل ذلك، ويرحب به؛ لأن الخلاف الفقهي مجاله واسع، ولا يمكن حسمه، وليس كل إنسان مؤهلا للترجيح والنظر في الأدلة. وقد يظن الإنسان أن المذهب لم يذكر دليلا، ولا يكون الأمر كذلك، وإنما ذُكر الدليل في المطولات دون المختصرات، أو كان وجه الاستدلال بالدليل دقيقا.

والذي يبدو لنا أن النفور حصل منك لأنك تناقش هؤلاء الأئمة في المسائل الفقهية وتذكر لهم ما تراه عليه الدليل، فالنصيحة لك ألا تفعل ذلك إلا بقلة، مع من يحب ذلك ويقبله منك.

وإذا لم تنصح لكون المنصوح لا يقبل، فلا شيء عليك، كما تقدم في كلام ابن بطال.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب