هل يصح حديث: (البيت الذي تُقرأ فيه سورة الكهف لا يقربه الشيطان تلك الليلة)؟

09-01-2023

السؤال 298679

ما صحة هذا الحديث، روى ابن مردويه عن ابن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف لا يقربه الشيطان تلك الليلة)؟

ملخص الجواب:

خبر (البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف لا يقربه الشيطان تلك الليلة) ليس بثابت؛ لأنه لا يعرف له إسناد صحيح.

الجواب

الحمد لله.

هذا الخبر نسبه السيوطي في كتابه "الدر المنثور" (5/356) إلى ابن مردويه، حيث قال رحمه الله تعالى:

" وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه: عَن عبد الله بن مُغفل، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْكَهْف، لَا يدْخلهُ شَيْطَان تِلْكَ اللَّيْلَة" انتهى.

فلم يذكر إسناده، وتفسير ابن مردويه لم نقف على نسخة تامة منه، ونسخته التي وقفنا عليها، مع عزتها: لم نر فيها تفسير سورة الكهف.

وقد نسبه السيوطي أيضا في "الجامع الكبير" (3/592) إلى مصنفات أخرى، فقال:

" (الْبَيتُ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْكَهْفِ (أَو الْبَقَرَةِ) لَا يَدْخُلُهُ شَيطَانٌ تِلكَ اللَّيلَةَ).

طب، وابن مردويه، وأَبو الشيخ: عن عبد الله بن مغفل " انتهى.

وأبو الشيخ في كتابه "ثواب الأعمال"، كما بيّن ذلك في كتاب "كنز العمال" (1/578).

وكتاب "الثواب" هذا أيضا مما لا يعلم له وجود الآن.

وأما الطبراني فقد ساق إسناده ابن كثير في كتابه "جامع المسانيد" (5/409)، لكن ورد في متنه سورة البقرة، حيث قال:

" رواه الطبرانى: من طريق عبد الواحد بن غياثٍ، عن عدى بن الفضل، عن على بن زيدٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْبَيْتُ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لاَ يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " انتهى.

وهذا إسناد ضعيف جدا، ففيه عدى بن الفضل، وهو متروك الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" عدي بن الفضل، عن: أيوب وغيره، تركوه " انتهى من "المغني في الضعفاء" (2/431).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" عدي بن الفضل التيمي، أبو حاتم البصري: متروك " انتهى من "التقريب" (ص 388).

قال الهيثمي رحمه الله تعالى:

" وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان تلك الليلة ).

رواه الطبراني، وفيه عدي بن الفضل وهو ضعيف " انتهى من "مجمع الزوائد" (6/312).

وشيخه علي بن زيد، فيه ضعف، كما بيّن هذا جمع من أئمة الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" علي بن زيد بن جدعان، صالح الحديث: قال حماد ابن زيد: كان يقلب الأحاديث. وذكر شعبة أنه اختلط، وقال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ليس بقوي، يهم ويخطئ. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين. " انتهى من "المغني" (2/447).

فالخلاصة: أن هذا الخبر ليس بثابت؛ لأنه لا يعرف له إسناد صحيح.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(191491)، ورقم:(327644). 

والله أعلم.

الأحاديث الضعيفة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب