الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

تريد المشورة في الاختيار بين رجلين تقدما لخطبتها

تاريخ النشر : 14-05-2014

المشاهدات : 11785

السؤال


أنا بنت متقدم لى عريسان ، الأول أحبه ، والثاني لا أشعر تجاهه بعاطفة ، الأول أخلاقه جيدة ، ولا ينقصه شيء من أساسيات الدين , إلا أن الثاني الذي لا أشعر تجاهه بعاطفة : يفوقه كثيرا ، من ناحية كثرة الطاعات ، والقرب إلى الله ، وتعلم الدين ، وما إلى ذلك . عندي ميل لأقبل الأول متمنية أن يزداد مستواه الدينى مع الوقت ، وهو يعدني بذلك ، ولكنى أخاف أن أكون بذلك قد غلبت هواى ، ودنياي ، على آخرتي ؛ أرجو الإفادة .

الجواب

الحمد لله.


لا نملك هنا إلا أن نقدم لك بعض الإضاءات التي تعينك على اتخاذ قرارك ، وتحمل مسؤوليته بنفسك ؛ لا أن نتخذ نحن هذا القرار بدلا عنك ، فهذا لا نملكه ، ولا ينبغي أن يملكه أحد سواك !!
إن أساسيات الدين التي تسمح لنا بالنظر في حال الخاطب الأول ، والتي ذكرت أنها لا تنقصه : هي شيء مجمل جدا في عبارتك ، وفي تقدير الناس واعتبارهم ؛ والذي يجب أن يكون واضحا في ذهنك أن تكون أساسيات الدين ، وهي الحد الأدنى الذي لا يقبل التنازل عنه : أن يكون معروفا بسلامة اعتقاده ودينه بصفة عامة ، محافظا على أداء الفرائض ، وأهمها وأعظمها الصلوات الخمس ، من أهل الجماعات في المساجد ، محبا للدين معظما له ، مبتعدا عن المحرمات ، حريصا على أكل الحلال .
ثم لا يشترط بعد ذلك : أن يكون صواما ، قواما ، حافظا للقرآن ، منشغلا بطلب العلم ، أو الدعوة إلى الله ، أو نحو ذلك من فضائل الأعمال ، والميزات الخاصة في بعض الأشخاص ، فمثل هذا ليس من الأساسيات الواجب توافرها ، وقد يكون شخص من عامة الناس ، ممن ذكرنا حاله أولا في محافظته على الواجبات ، وتركه للمحرمات ، من أهل الاقتصاد في الدين ، ليس مفرطا ، فاسقا ، ولا هو من العباد الزهاد ، قد يكون مثل هذا أحسن عشرة ، وأشد إكراما لأهله ، ومعرفة بحقوقهم من غيره .
فإن كانت الأساسيات التي رأيت أنها في الخاطب الأول ، هي على النحو الذي ذكرناه ، فلا يضرك تقصيره في النوافل ، أو عدم انشغاله بطلب العلم ، ونحو ذلك ، وما دام قد خطبك ، وعندك ميل إليه : فلا حرج عليك في قبوله ، وتقديمه على غيره ، بعد استخارة الله ، وسؤاله التوفيق والسداد ؛ فإنه لا شيء أقطع لتعلق القلب بشخص ، مثل الزواج به ، وإعفاف النفس بالوصال الحلال .
وأما إذا كنت تعنين بأساسيات الدين : مفهوما آخر ، وقدرا من التدين العام المعروف عند كثير من الناس ، ثم لا يهتم بصلواته الخمس ، ولا يعظم أمر الجماعة ، أو كان ممن يتهاون في شأن المحرمات ونحو ذلك : فمثل هذا لا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، سواء كان هناك خاطب سواه ، أو لا ؛ فإما أن تقبلي الخاطب الثاني ، أو لا ، هذا أمر آخر ، لكن لا ينبغي أن يدخل الأول ـ إذا كانت هذه حاله ـ في حسابك أصلا !!
ومن شأن الزمان ، ومجاهدة النفس ، وإعفافها بالوصال الحلال : من شأن ذلك كله أن ينسيك ذلك التعلق بالشخص الأول ، الذي يفترض أن يكون باهتا حتى الآن ، يزول بأقرب دافع عنه ، مع سد أبوابه ، وقطع علائقه .
وأما وعده لك : فليف بعهد الله لعباده بطاعته ، وترك محارمه أولا ؛ ثم ننظر في وعده لك !!
وينظر جوب السؤال رقم : (82010) ، ورقم : (85056) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب